البريد الرمضااني (1)

ورحمة الله وبركاته


أسعد الله أوقاتكـ بالخير والبركات ..



إن مقياس نجاح المرء في الحياة يكمن في قدرته على استغلال الوقت ..
عن عامر بن عبد قيس - أحد العباد الزهاد - أن رجلاً قال له: كلمني. (أي حدثني بحديث ما )00
فقال له: أمسك الشمس . ( يعني أن يوقف الوقت فلا يضيع عليه أثناء حديثه معه )00

والإنسان المنظم والناجح هو الذي يستطيع التصرف في وقته ..


تسود الفوضى عندما نترك الوقت للمصادفة ( فيكتور هوجو )0




ومن أجمل ما قرأته ..
الوقت بخلاف المال لا يمكن تكديسه، أو جمعه, ونحن مرغمون على انفاقه بسرعة 60 ثانية في كل دقيقة ( ماكينزي )0







الاستراتيجية اليومية للتخطيط :

اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شئ, ففرغه للمهم, وأن مالك لا يغني الناس كلهم فخص به أهل الحق ..
وإن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك, وإن دأبت فيهما .
فأحسن قسمتهما بين عملك ودَعتِك .
فإن ما شغلت من رأيك في غير المهم إزراءٌ بالمهم, وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق ..
وما شغلت ليلك ونهارك في غير الحاجة أزرى بك في الحاجة . ( العباس بن الحسن العلوي )0



- ماذا يجب أن أعمل ؟
- متى يجب أن أعمله ؟
- أين يجب أن أعمله ؟
- من الذي يقوم بالعمل ؟
- ما الأولويات ؟
- ما مقدار الوقت اللازم للتنفيذ ؟

وكمثال لذلكـ ...
لنفترض مثلاً أنني أود أن أحفظ سورة معينة من القرآن ..
كيف استخدم هذه الاستراتيجية لحفظ السورة ..!
- ماذا يجب أن أعمل ؟
حفظ سورة " أحدد السورة "
- متى يجب أن أعمله ؟
في الساعة 5 مثلاً .. " يجب تحري الدقة في تحديد الوقت "
- أين يجب أن أعمله ؟
تحديد المكان المناسب لممارسة الحفظ .
- من الذي يقوم بالعمل ؟
إذا كان في الأمر الذي أريد عمله من يساعدني فيه أو يعمله مكاني فأحدد اسمه هنا ..
مثلاً في حفظ السورة إذا كان هناك من سأتلو عليه حفظي للسورة أسجل اسمه .
- ما الأولويات ؟
أحدد الأولويات التي أنوي عملها خلال اليوم ..
ما هو أهم شئ .. أذكره في البداية .. وبعدها أضع ما يأتي بعده في الأهمية .
- ما مقدار الوقت اللازم للتنفيذ ؟
الوقت الذي أحتاجه في الحفظ .. مثلاً إذا كنت أحتاج مدة نصف ساعة لحفظ وجه كامل من القرآن .. أذكر نصف ساعة .. وهكذا .




لنحذر من الآتي ...

أهم مضيعات الأوقات :

- الزوار
بعض الناس يظنون حياتك تتوقف حتى يكونون فيها ..
ويظنون أن تواجدهم في أي وقت هو من طيب معشرهم ..
تعلم أن تقول : لا .. بلباقة .. كن حازماً ولطيفاً في الوقت نفسه مع الذين يضيعون وقتك .. ارضاء الناس جميعاً غاية لا تدرك لذا لا تحسب حساباً كثيراً لعتب الذين لا يقدرون مسؤلياتك ولا يحترمون وقتك .
إن الذي يقول نعم مكان لا لا يستطيع ادارة وقته بنجاح .

- التلفاز والانترنت ..!
أشد الأشياء تضييعاً للوقت هو التلفاز ..
لإننا دائماً ما نضعه في أماكن مثالية في منازلنا ..
حيث يكون في مكان الراحة والاسترخاء .
إذا كنت من الأشخاص الذين يدمنون مشاهدة التلفاز وتضيع غالبية أوقاتهم عليه ..
فضعه في مكان لا تشعر فيه بالراحة التامة ..
وضع فوق التلفاز " ساعة " تذكرك بما أمضيته من وقت وأنت تجلس أمامه ..
أو حدد ساعة يومية لمشاهدة التلفاز ....
تذكر أن هناك أولويات ضخمة في الحياة ..
نحن نسحق حقوقها أثناء جلوسنا لمشاهدة التلفاز ..
ويحقق الناس ملايين الإنجازات في الدقيقة ..
بينما نحن نسلم كامل عقولنا للشاشات ..
فتتكاسل عن التفكير بأي شئ آخر ..
" حدد أولوياتك " .. ثم انظر ما أهم البرامج التي تريد مشاهدتها ولا ترغب أبدا في تفويتها ..
ستتفاجئ بالوقت الطويل الذي توفر لك في كل يوم .. كنت تقضيه أمام التلفاز لمجرد تمضية الوقت !

- الهواتف
أحياناً تردنا اتصالات ليست في وقتها ..
ونسارع في الإجابة والرد عليها ..
لتستهلك من وقتنا الكثير .. وتتعطل مشاريعنا التي حددناها في تلك الساعة ..
تذكر أن من يتصل عليك اختار الوقت المناسب له قبل أن يكون مناسباً لك .. وهو في الواقع لا يدرك هل أنت متفرغ أم لا ..
فوازن بين أولوية أن تنجز ما بيدك أو أن تجيب على اتصاله ..
فحين تنتهي من انجاز ما عليك انجازه .. أعد الاتصال به ..
حيث تكون حينها قد حددت الوقت المناسب لك .

- التأجيل
وهو مرض الوقت المزمن ..
وفيروس يفتك في الخطط والمشاريع ..
ومدمر الوقت الأول ..
فحين تعتاد نفسك على التأجيل .. ستجد نفسك تدمن هذه العادة ..
ولن تستطيع حينها التصرف في حياتك وإدارة وقتك ..
لأنك ستشعر بصعوبة كبرى في تحديد ما تريد فعله .. وما يستغرقه من وقت ..
وسيصعب عليك فعله أيضاً لأن نفسك تغلبت عليك في تأجيل كل ما وجب عليك فعله .
عليك أن تقوم بدراسة عاداتك وتحليلها وتسأل نفسك: ما المهام التي أؤجلها غالباً أو دائماً ؟ .
ما النتائج السلبية التي تترتب على تسويفي وتأجيلي ؟
ما أسباب تأجيلي لكل مهمة أقوم بتأخيرها عن وقتها ؟
ما الطرق التي يمكنني اللجوء إليها للتخلص من التأجيل ؟


استغلال أوقات الانتظار :

قد يوفر المرء في أوقات الانتظار ما معدله ساعتان في اليوم, أي : (730) ساعة في العام !
فإذا انتبه إلى هذا الأمر وهو في سن العشرين وطبقه حتى بلغ السبعين, فيكون قد ربح (36,500) ساعة, أي : (1520) يوماً, أي أنه أضاف إلى عمره أكثر من أربع سنوات !!




الآن أصبحنا نعرف كيف ندير أوقاتنا بفعالية ...
بإمكاننا الآن أن نستلم ورقة وقلم ونسجل ما نريد إنجازه خلال شهر رمضان ..
أو حتى يوم غد فقط لنحقق ولو انجازاً واحداً عظيماً .. قبل أن يمضي رمضان فلا يتبقى لنا من أثره إلا الندم على تضييع أوقاته .




لقلبكـ ...
" وافرغ من عمل يومك, ولا تؤخره لغدك ..
فإن لغد أموراً وحوادث تلهيك عن عمل يومك الذي أخرت "






كل الود ...