البريد الرمضاني (2)

إذن ..!
لا أحد في الدنيا يستطيع أن يفعل ذلكـ إلا إذا كان مجبراً ..
ولن يلبث سوى لحظات ويموت لحرمان جسده من عملية التنفس ...


’,

كيف يعيش صاحب الرئة المريضة !!
إن إنتاجه الفكري, والعقلي, والجسدي, حتماً لا يشابه انتاج الإنسان الطبيعي ..

فهل حاجتنا إلى الإيمان, تصل لحاجتنا إلى التنفس ؟

طالما أن الايمان موجود, فهو يردع عن حدوث الكثير من الآثام ...
وكلما تعمق الإيمان في القلب, كلما كانت النفس أبعد من أن تنجر للشهوات ...


لم يُشبّه الكفار بالبهائم, إلا لخلو قلوبهم من الايمان ...
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ...... حتى آخر الحديث "

" لاحظ الطبيب النفسي كونيج لأول مرة أهمية الإيمان كعنصر مساعد للشفاء حين كان طبيب عائلة مبتدئ.
فقد عرضت عليه حالة مريضة أدخلت إلى المستشفى لمدة شهر على إثر جراحة في الفخذ.
مات زوج تلك المرأة من جلطة فجائية وسقطت المرأة على الجليد أثناء سيرها في جنازته وأصيبت بشرخ في الفخذ.
أما طبيبها فقد حذر كونيج بأن المرأة منهارة عاطفيا. وفي الحقيقة واجهت المرأة أحداثا تؤدي بطبيعتها إلى الاكتئاب، وعليه تقوم عملية الشفاء.
من أجل هذا أصيب كونيج بالدهشة حين رأى تلك العجوز منبسطة الأسارير حين دخل غرفتها وسمعها تقول له: "هل من شيء أؤديه لك أيها الطبيب ؟
لاحظ كونيج عدم وجود أي علامة ظاهرة تدل على الاكتئاب أو التعب أو حمرة العينين من الدموع أو صعوبة التركيز عند هذه السيدة.
وبمحادثتها اكتشف كونيج أنها احتفظت بهذا المرح والرضا بقراءتها للكتاب المقدس، وانبرت المرأة قائلة له:
"إذا استيقظت فوجدت نفسي وحيدة أو مذعورة فإنني أقرأ الكتاب المقدس أو أتحدث إلى الرب، فهو دائما معي حتى حين يتركني الأحباب، وهذا أهم شيء يبعث الأمل في جوانحي."

فإذا كانت وهي مشركة تستشعر الإيمان, بكل ما يحمله من لذة, تفكر هكذا !!
فما مقدار ما تختزنه عقائدنا من إيمان !!

" إذا قمنا بتغيير معتقداتنا والتي تمثل السبب ..!
سنغير أيضاً تجربتنا الحياتية .. والتي تمثل النتيجة . "

الإيمان شعور مطّرد يزداد حيناً وينقص حيناً ...
ونحتاج دائماً إلى أن نقتات من نبعه ..
فهو غذاء القلب ..
فإن كان الجسد يحتاج إلى الغذاء كل يوم ..
فالقلب يحتاج إلى الإيمان في كل لحظة ..

فمن أي نبع يسقتي المؤمن إيمانه ..!
تساؤلٌ .. اجابته تجدونها في أعماق قلوبكمـ .. فأرخوا لها سمعكم .

أخيراً ..
يسرني أن أصرح .. أن ايماني ويقيني منذ بداية وعيي على أحوال المسلمين والإسلام .. قد عمّق في داخلي الثقة الكبرى برفعتنا .
طالما نصرناهـ انتصرنا ..
فنحن نرتقي بفضله .. ولا يرتقي بفضلنا ..
وعمق ايماننا هو انتصارنا في الحقيقة .


لقلبكـ ...
الإيمان بأي شئ .. هو حجر الزاوية بالنسبة لكل الإنجازات العظيمة منذ فجر التاريخ . روبرت أنتوني


[ اللهم إني أسألك علما نافعا, ورزقا طيبا, وعملا متقبلا ]