البريد الرمضاني (3)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال ابن القيم :
[ الثقة بالله تنافي الركود والعجز, فإن الواثق بالله يفعل ما أمره الله, ويثق بالله في طلوع ثمرته وبركتها, كغارس الشجرة, وباذر الأرض, والثقة إنما تصح بعد بذل المجهود . ]






لماذا يقلق الإنسان ..!
فنحن لسنا مكلفون أبداً بحمل السماء على أكتافنا كي لا تقع !
ولسنا مكلفين بإشعال الشمس لتضيئ الأرض ..!
ولسنا مكلفين بإسدال ستار الليل حين يحل المساء ..







إن الإنسان كثير القلق الذي يحمل العالم على ظهرهـ ..
سيُقصمُ ظهره يوماً, وعندها لن يكون نافعاً لأحد ...!





مصدر القلق يأتي دائماً من الشك, وعدم الثقة ...
فالثقة حين تكون راسخة وثابتة في علاقة ما ..
لا ينتابها الشك ..


ومن الصعب أن تنحلّ تلكـ العلاقة ..
لأن الثقة تقيّد العلاقات بأقفال من حديد ..



فإذا كنا نقلق من نتيجة دراسة أو امتحان ..!
وإذا كنا نقلق من تحقق أمرٍ ما ..
وإذا كان القلق ينتابنا توجساً من خطر داهم ..!

فأين تكون الثقة بالله ..!






الواثق يعيش دائماً في عالم آمن, تغمر قلبه السكينة ..
لأنه علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه,
وما أخطأه لم يكن ليصيبه ..

فتلك القاعدة الثمينة .. يجب أن نبني عليها كامل شؤون حياتنا .




وهناكـ حقيقة لا يدركها الكثير من الناس ..
حيث أننا غالباً ما ندرك بعد معاناة القلق .. كم نحن مخطئون .






( حين تفعل شيئاً وتكون دائم القلق من عدم جدواه
تكون كمن يزرع بذرة ويأتي إليها كل صباح يخرجها من تربتها ليرى هل نمت أم لا !!
ينبغي أن تضع البذرة في الأرض وتدعها وشأنها )







أخيراً ...

لماذا ننزع إلى الاعتقاد بأن الأسوأ هو الذي سيحدث ؟ لماذا نقفز إلى استنتاجات غير منطقية لاحتمالات سلبية واهية للغاية ؟
ألم يسبق لك أن لاحظت أننا نقول :
هذا الشيء رائع لدرجة لا يمكن تصديقها !!
ولا نقول : هذا الشيء سيء لدرجة لا يمكن تصديقها ؟
هذا يبين أننا في العادة نتوقع في أعماق أنفسنا ما هو أسوأ .







لقلبكـ ...
لديكـ فرصة واحدة لتحيا .. إذن !! استمتع بحياتكـ .